الشيخ /عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الفريح ( رحمه الله )

(1333هـ – 1425هـ).

اسمه ونسبة:

عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فريح بن علي الفريح

 

مولده:

ولد في منطقه القصيم في بلده اوثال (بمزرعة الفلاج) سنه جراب عام 1333 هجري .

 

والدته هي:

نورة بنت إبراهيم بن محمد الجربوع ( رحمها الله )

 

له من الخوال:

عبد الرحمن و عبد العزيز وحمود وحمد و علي ومحمد و عبد الله .

 

أبناءه :

له من الأبناء الذكور سبعه وهم :

  • صالح
  • عبد الرحمن
  • إبراهيم
  • ناصر
  • عبد العزيز
  • محمد
  • على

– وله من البنات إثنتان

 

تعليمه:

تعلم القراء والكتابة في سن مبكر باوثال على أيدي الكتاتيب وحفظ أجزاء من القران الكريم

 

قصه حياته :

هو بكر أبيه تربى وترعرع في كنف جده الشيخ عبد الرحمن الفريح بعد طلاق أبيه لامه وزواجها من أمير اوثال محمد بن عبد الله المنصور حيث أنجبت له أخا هو أمير اوثال / عبد العزيز بن محمد المنصور رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته ، ولما كبر وأصبح شابا يافعاً كان العون والساعد الأيمن لأبيه بعمل الفلاحة وجلب الأعشاب لأبل أبيه من أماكن بعيده بعد ذلك انتقل من عمل الفلاحة إلى الترحال حيث انه يعد احد رجالات عقيل البارزين حيث سافر عده مرات مع عقيل إلى بلاد الشام وفلسطين ومصر والعراق حيث كان يبيع الإبل بسوق ( اللد ) بفلسطين وسوق ( بلبيس و شيبين و امبابه ) بمصر لينتقل بعدها إلى العراق ويقوم بجلب الإبل والخيرات إلى والده بعد كل رحله حيث امتدحه والده بهذه الخاطرة .

ويقول فيها :

ياليت من هو ما تفسل بعبد الله *** حيث ان له من هبة الريح هومات

عـــادته لغــــرقاً كل ديــاني *** فرجة والي المقادير باسبابه

 

حيث كان محبوبا بين عقيل لأمانته ونزاهة سريرته حيث كان ابيض القلب لا يحمل الحقد والحسد لأحد وكان ( قرما ) في جميع أعماله حيث كان قبل أن تحط القافلة رحالها يوقد ناره ويجهز قهوته ثم يتجمعون حوله تجار عقيل . للاستمتاع برواياته الجميلة حيث كان رحمه الله راوياً يمزج رواياته بأسلوبه الفذ الذي كان ينسيهم عناء الرحلة بالإضافة إلى كرمه وطيبه أخلاقه ولا يتركون مجلسه حتى تسير القافلة . ومن شدة ( قرامته) انه كان احد رجالات عقيل كان رجل يعين وقال ذلك الرجل والله لولا القهوة التي يجهزها عبد الله إنني لأشل يديه .

 

ومن المواقف المشرفة انه في أحدى الرحلات نزلت عقيل في منطقه لا يوجد فيها أبار محفورة للمياه إلا بئر واحد وهو عبارة عن مضرب نجم( دحل ) وكان ضيقا و متعرجاً والماء بعيدا ويصعب النزول إليه لخطورته وكانت جميع القوافل تنتظر من ينزل لهذا البئر فرفض جميع من تواجد في المكان من بادية وحاضرة فتقدم يرحمه الله بطلب النزول للبئر وخوفاً من والده لعلمهم التام بشجاعته قام التجار فكتبوا عليه ورقه مقابل النزول الى البئر ناقة عن كل رعيه تسقى وهي عبارة عن ديته لو حصل له شي لا سمح الله وعزم على النزول في البئر مستلهما قوله تعالى (وإذا عزمت فتوكل على الله)

فنزل في المساء ولم يخرج من البئر إلا من يوم غدا بعد الظهر بعد أن سقت جميع الإبل الموجودة ،

-وفي رحله أخرى بينما كانت القافلة تسير في فلسطين دخل مع حمد بن علي العساف من عيون الجواء إلى احد البساتين اليهودية ففاجأتهم القوات الإسرائيلية فألقت القبض عليهم وتوجهت بهم إلى مهجع للخيل تحت جبل وتم تكبيلهم وفرض عليهم الأعمال الشاقة وهي عبارة عن حمل قطع كبيرة من الصخر والصعود بها إلى أعلى الجبل والنزول بها مرة أخرى من الصباح إلى الظهر وكان يقوم على حراستهم جنديان اسرئيليان واستمر الأمر كذلك حتى اليوم الثالث حيث لم يحضر إلى الموقع الا جندي إسرائيلي واحد فقرروا القضاء عليه وكان الجندي جالساً على كرسي فغلبه النعاس فحان الوقت المناسب لهم فتم ضربه بأحد الصخور الكبيرة التي كانوا يحملونها على رأسه ففارق الحياة وهربوا إلى مدينة القدس حيث يوجد على مدخل المدينة ( البوابة الرئيسية ) جنود للحراسة ولكن لطف الله ورحمته بهم بان هياء لهم قافلة من أهل فلسطين قادمين و محملين بالخضار والفواكه على الحمير والبغال لبيعها داخل القدس فدخلوا من بينهم ولم ينتبهوا لهم اليهود حيث ركبوا منها شاحنة أردنية محملة بالفحم والبصل مقابل ليرة عن كل واحد منهم وعبروا الجسر ( جسر حسين ) حيث تم الاختباء بين أكياس البصل ووصلوا إلى عمان بسلام بعد ان أنجاهم الله من شر اليهود حيث احتفى بهم من كان موجوداً من أهل نجد بسلامة العودة وقام بشراء رحول وعاد لوحده عن طريق العين البيضاء ومن ثم الجوف مرور بحائل الى ان وصل أهله باوثال بسلام ،

ومن رحلاته مع عقيل عندما كان بالعراق برفقة ابن عمه عثمان المحمد الفريح قام بزيارة أبناء عمه في مدينة هيت وتم العرض عليهم الزواج من قبل ابناء عمومتهم في هيت ولصعوبة الطريق وبعد المسافة اعتذروا عن قبول الزواج من بنات عمومتهم خوفاً عليهن ان لا يحتملن عناء الطريق حيث تفهم أبناء عمومتهم موقفهم وقدروا لهم ذلك.

 

وما ان انتهى من رحلاته مع عقيل حيث انتقل بعدها إلى الحجاز و تحديداً لمكة المكرمة للعمل كجندي ولم يستمر طويلاً حيث لم يرق له عمل العسكرية وطلب من القائد آنذاك ( ابن طاسان ) إعفاءه من هذا العمل فقبل منه ذلك وتم تسليم ما لديه من عهدة والعودة إلى القصيم ولم يلبث طويلاً حيث انتقل للرياض للعمل في مهنة البناء بقصور الملك عبد العزيز طيب الله ثراه حيث كان من الذين يعملون بكل إخلاص وتفاني وتم إعطائه سكناً مؤثثاً خاصاً به داخل القصر بأمر من جلالة المغفور له الملك عبد العزيز مكافئة مجزية على ذلك وكان يقوم على خدمته خادم القصر المسمى (بسعيد) وكان محبوباً لديهم ولم يبخلوا عليه بشي ولقي كل الاحترام والتقدير من الأسرة الحاكمة وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالعزيز جزأهم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء وكان يقوم باستضافة جماعته من أهل اوثال من عمال وعسكريين داخل ذلك السكن.

ومن الأعمال التي وكل بها في داخل القصر توسعة البير المسمى ( بير عسيلة ) حيث كان مجموعة من الدواسر يقومون بالعمل في تلك التوسعة ولم يستطيعوا حفر قاع البئر لزيادة كمية المياه فنزل بدلاً عنهم وبتوفيق من الله استطاع إخراج الماء بكميات وافرة وتم تكريمه بامر من جلالة الملك رحمه الله بقوله (( أرضوه )).

وبعدها عاد إلى القصيم محملاً بالمال الوفير واشترى ذوداً من الإبل ولكن حصل دهراً على منطقة القصيم في ذلك العام تمثل بنزول غبار على الأشجار و الأعشاب والتي يعتقد انه من نتائج القنبلة الذرية التي أسقطت على هورشيما في اليابان عام 1945 ميلادي فتسببت بموت جميع الإبل التي اشتراها ,

وبعد ذلك انتقل للمنطقة الشرقية وتحديداً برأس مشعاب وعمل في شركة ارامكوا فأعجب به رؤساءه الأمريكان فعينوه رئيساً على العمال ثم أمين مستودع بالإضافة إلى كونه مسئولا عن تحميل الطائرات المتجهة يومياً الى محطات التابلاين بالمواد الغذائية وغيرها و قد تم تجهيز سكناً خاصاً به وهو عبارة عن بركس مجهز خلاف الآخرين الذين يعملون معه بالإضافة إلى انه يتقاضى راتباً عالياً جداً يفوق رواتب عشرة أشخاص وذلك لتفانيه في عمله وإخلاصه كما تم إعطائه سكاً ملكاً له في مدينة الظهران تشجيعاً له ورغبه منهم في بقاءه بالعمل لديهم ومكافئة له عن ذلك وعند استقالته من العمل قام رئيسه الأمريكي بتمزيق سترته التي كان الأمريكي يلبسها تعبيراً عن استيائه وعدم رضاه عن تلك الاستقالة وطلب منه الاستمرار وعرض عليه الإجازة التي هو يرغبها ولكنه أصر على الاستقالة والعودة مرة أخرى للقصيم,

بعد ذلك تزوج وانتقل الى الحدود الشمالية وعمل في مدينة عرعر و مدينة رفحاء واستقر به المطاف بمدينة حفر الباطن حيث قضى فيها قرابة (45 ) عماً في تجارة الماشية من الإبل والغنم حيث يقوم بالشراء والبيع وتصديرها الى دولة الكويت والى المنطقة الشرقية كالدمام والإحساء وفي نهاية حياته عمل في بلدية حفر الباطن كمراقب إنشاءات بعد ذلك تقاعد وتفرغ للعبادة والاستجمام بعد كل هذا العناء حتى وافته المنية

ومن مواقفه المشرفة في حياته كان باراً بوالديه حيث قام بشراء رحول وقام بتكليف أخيه من أمه الأمير عبد العزيز المنصور بمرافقة والدته لتأدية فريضة الحج وتكفل بجميع مصاريف الحج كما حجج والده بعد خروج السيارات حيث استأجر المقعد الأمامي كاملاً لوالده بجوار السائق واشترط عليه عدم مشاركة احد له في مقعده.

وكان محبوباً وكريماً مع أبناء عمه وجماعته أهل بلدة اثال حيث كان مجلسه دائماً مفتوحاً للضيوف و يهلي ويرحب بهم ويقدم لهم الأكل والشراب والملابس فلقبه أهالي اوثال (بابو هلا ) بالإضافة إلى تقديره إلى عمه زوج أمه الأمير محمد المنصور وذلك من باب مبرته لامه حيث كان يجلب العشب لإبله وفي احد الأيام عندما قام عمه من النوم قبل صلاة الفجر فوجد العشب مجلوباً لإبله فبكى من شدة الفرح كما أكرمه عند عودته من رحلته العلاجية في دولة الكويت ومر عليه عندما كان في رأس مشعاب فأعطاه من المال ما يكفيه وحمله من الخيرات تقديراً له ولوالدته وكان محبوباً عند أهالي مدينة حفر الباطن من بادية وحاضرة حيث استمر مجلسه مفوحاً لضيوفه وخاصة من كان قادماً من ابناء عمه وجماعته القادمين من منطقة القصيم والحدود الشمالية الى مدينة حفر الباطن .

وكان معروفاً لدى الجميع ويشهدون له بشجاعته مع سرعة البديهة و مرجلته وطيبه وكرمه وكان نعم المرء المربي حيث ربى أبناءه على الدين والصلاح والتقوى وقام بتزويجهم جميعاً حيث شاهد أبناء أبنائه ( أحفاده ) وقام ببناء مسجد على نفقته الخاصة قبل وفاته في مدينة حفر الباطن وله من مكارم الأخلاق التي لا تحصى ولا تعد رحمه الله وأكرم مثواه .

 

وفاته:

توفي رحمه الله في مدينة الرياض بتاريخ 15/11/1425هـ .

قدمة الترجمه أبنه

عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالعزيز الفريح

By | 2017-09-15T00:34:21+00:00 يوليو 7th, 2017|مقالات|

مشاركة هذا المقال